بسم الله الرحمن الرحيم
لتحميل كتاب أحكام الأسرة المسلمة كاملا اضغط هنا
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله»
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }، {{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا *يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
أما بعد : فان أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ثم أما بعد :
فما المراد أخوة الإسلام بالأسرة المسلمة ؟ نعم , يقصد بالأسرة (اصطلاحا ) : تلك الخليّة التي تضم الآباء والأُمهات، والأجداد والجدّات، والبنات والأبناء، وأبناء الأبناء.
فالأسرة المسلمة هي تلك الخلية الصالحة فى نسيج المجتمع الاسلامى المنشود والتي تتكون من زوج وزوجة ارتبطا معا بكلمة الله وما يمن الله به عليهما إن شاء سبحانه من الذرية بنين وحفدة وما يربط الرجل بالمرأة الأجنبية عنه – بمقتضى فطرة الله ومن ثم دين الله القيم – شيء سوى العلاقة الربانية والتى قضى الله بها في خلقة عند تكوين أول أسرة عرفتها البشرية , وأعنى بها الزواج كما قال سبحانه فى سورة البقرة وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ – تدبر معى أخي الحبيب قول الله ( أنت وزوجك ) فهذه هي العلاقة بين الرجل والمرأة في الأصل فالمرأة زوجته ليسكن إليها فصار الزواج شريعة في هدى السماء ودين الله للناس جميعا في توثيق هذه العلاقة ولا شيء غيره !! نعم فهي له (حليلة ربانية لا خليلة جاهلية ) يعيشوا حياتهم وأولادهم بأحكام منهج الإسلام التزاما ومسؤولية لتصير هذه الأسرة دعامة أساسية في المجتمع الاسلامى المنشود ولبنة صلبة سليمة في بنيانه وصارت التربية من أهم مسئولياتها .
ولا غرابة في ذلك فإذا كان الفرد هو اللبنة الأساسية في بناء المجتمع، فإن الأُسرة هي الخليّة الحيّة في كيانه.
والفرد جزء من الأُسرة يأخذ خصائصه الأُولى منها. قال تعالى: {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ} وينطبع بطابعها، ويتأثر بتربيتها.
ونجد ذلك فيما رواه الإمام مسلم رحمه الله أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم قال: ” ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، وينصرانه، ويمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟ ”
ومن هنا كانت التربية ميدان الفرسان تصنيفا وممارسة كما ستجد الإشارة إليه بالفصل الثالث من فصول هذا الجزء تذكيرا بأهميتها وإشارات نافعة إن شاء الله على طريقها بعد المدارسة فى بالفصلين الأول والثانى عن أحكام ارتباط الأسرة بالزواج وأحكام فك هذا الارتباط ان قدر الله بالطلاق وغيره ومن هنا أقول لأحبابي الدعاة وغيرهم هيا بنا إلى الدرس والمدارسة عن أسرتنا المسلمة في جزءنا الرابع هذا , من الكتاب الثاني (الوجيز الفقهي ) كما علمت أخي الداعية الحبيب فى مقدمته بين يدي جزءه الأول (فقه الصلاة) ومسائل فقهية نتدارسها معا حول أحكامها الشرعية من حيث البناء بالزواج (النكاح) والإنهاء بالطلاق وغيره بفصلين متتاليين إن شاء الله أما الفصل الثالث بالجزء وفى مبحثين متتاليين أيضا نتدارس في اضاءات عن كل من التربية كمسئولية للأباء والأمهات أساسية وأصول التوريث من علم الفرائض كعلم يوضح العلاقة والحقوق المالية ومن ثم الارتباط بين أفراد الأسرة في إجمال يفي بالغرض ويفتح الباب لمن أراد مزيد بحث فى تلك الأحكام إن شاء الله .
وكانت البداية كما كان حالها للجزءين الثانى والثالث من الوجيز الفقهى هداية الوحى لأحكام مسائل فصول الجزء الثلاثة وكانت هناك الخاتمة للجزء فى صورة نداء مشفق على الأخت المسلمة يذكرها بهويتها وقيمتها حتى تحافظ عليها من السرقة والتزوير سترها الله .